كليات التربية الرياضية ومختبرات الواقع الافتراضي
من المؤكد أن التحول العالمى الجديد الذى نشاهدة الآن والمتوقع حدوثة فى الأعوام القادمة بمشيئة الله تعالى فى المجالات المرتبطة بالرياضة سيخلق فجوة كبيرة جدا بين خريج كليات التربية الرياضية المعنينين بالشأن الرياضى ودراسة العلوم المرتبطة به وما سوف يحدث فى العالم .
خاصة إذا لم نستطيع مواكبة هذا التطور وملاحقة افكاره واستلهام ابعادة.
فالرياصة فى العشرين سنة القادمة ستشهد تقدما مذهلا فى العلوم المختلفة المرتبطة بها . وكذلك العوامل المؤثرة بها .
فموازين القوى المرتبطة بالرياضة ذات الصلة المباشرة بالمنتج الرياضى ستختلف اختلافا جذريا .
من حيث التعاملات الرقمية وانترنت الأشياء والتطور الكبير فى البنية التحتية الرياضية .
والتحول للشفافية الجدبدة
والمنصات الرياضية الذكية.
والمدن الرياضية الذكية .
والتحالفات والشراكات الرياضية بين المدن .
والبيانات الرياضية الضخمة ....الخ
فالعديد من التحولات المؤثرة ستحدث فى المجال الرياضى ومجالات التربية البدنية الأمر الذى يحتم علينا أن نستعد لهذا التحول المذهل والا لن يكون هناك مكان لنا فى هذا العالم الجديد.
ففى الفترة السابقة زرت العديد من التجارب والنماذج العالمية التى تستشرف مستقبل العالم بصفة عامة وحضرت العديد من الاجتماعات التى تتناول قضية العالم وأين يذهب فى العشرون سنة القادمة .
الأمر الذى يمثل دراسة للعديد من العوامل التى لا يتخيلها عقل .
فالمؤسسات العالمية المختصة بدراسة المستقبل تعكف بصورة متواصلة لدراسة أبعاد التحول العالمى التى ينشدها المستقبل بصور تطبيقية مختلفة لكى تضع العديد من المسرعات التى تمكن المجتمعات من التعامل معها لكى تستطيع ان تلحق بالتطور العالمى.
هذا النهج الذى اتناوله والذى دائما ما احرص عليه كونى أحد خريجى كليات التربية الرياضية إنما ياتى نقلا لتجارب كثيرة اعيشها يوميا تضعنى امام سؤال دائم كيف تستطيع تلك الكليات ان تواجه هذا المستقبل وكيف تستطيع أن تضع من الأفكار ما يسمح لطلاب تلك الكليات من مواكبة التطور العالمى فى المجال الرياضى.
حتى نستطيع أن نحصل على خريج يستطيع مواجهة السوق الرياضى الجديد العالمى ومسلحا بكافة المعلومات عن ما يحدث فى العالم من تطور رياضى.
فالتحول من التقليدية فى تدريس المناهج والبرامج وماتحتوى علية من معلومات رياضية أصبحت تمثل مسافة بعيدة وفجوة كبيرة بين مايطبقه ويستهدفه العالم الى تطبيق أساليب تدريسية ذات صفة إبداعية أصبح أمر فى غاية الأهمية.
فمن تلك الأفكار التى يستطيع طلاب كليات التربية الرياضية مواجهة ومواكبة العالم والمستقبل .
هو تأسيس مختبرات الواقع الافتراضى.
فنقص الموارد المالية من المؤكد انه عامل مؤثر فى تنظيم زيارات وجولات ميدانية لهؤلاء الطلاب لكى يشاهدون التطور العالمى فى البنية التحتية الرياضية ومراكز الشباب العالمية والمكتبات الرياضية الرقمية والمعامل الرياضية والمؤسسات الرياضية ذات الهياكل التنظيمات الإدارية المعقده. والمؤسسات العالمية فى بناء الاستراتيجيات الرياضية. والاستادات والمدن الرياضية الذكية.
من المؤكد أن الموارد المالية ستؤثر على بناء الشراكات العالمية فى بناء العلاقات المشتركة التى تتمثل فى استقدام الخبراء العالمين لتقديم المحاضرات والندوات حول مايحدث فى العالم فى الرياضة .
الأمر الذى من الممكن أن يكون بديلا له هو تأسيس مختبرات الواقع الافتراضى فى كليات التربية الرياضية حتى لو تم البدا بتأسيس مختبر واحد فى اى من تلك الكليات.
فهذا المختبر يستطيع أن يرى الطالب ويتعلم كل مايحدث فى العالم من تطور رياضى وهو موجود فى مصر دون أن يخرج منها .
وذلك من خلال استخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.
من ذلك المختبر يستطيع الطالب ان يقوم بإجراء التجارب المختلفة والتطبيقات الرياضية الذكية مثل بناء الهياكل التنظيمية ورسم الاستراتيجيات وفقا للابعاد العالمية .
من خلال ذلك المختبر يستطيع الطالب ان يعيش تجربة مطابقة للواقع فى احدث الملاعب والصالات والاستادات والمدن الرياضية الذكية.
فتلك المختبرات ذات أهمية كبرى اذا اردنا ان نحصل على خريج تربية رياضية بمواصفات عالمية .
هذا الأمر يحتاج ان تتعاون كل أطراف منظومة الرياضة والتعليم من كليات تربية رياضية ووزارة تعليم عالى ووزارة الرياضة .
من أجل تأسيس اول مختبر للواقع الافتراضى الرياضى فى مصر.....والله الموفق
بقلم / دكتور . محمد فضل الله
